تفاصيل العمل

سراب عاشق

يكاد العطش يقتله، والشمس الحارقة تلسع جسمه الهزيل، والرياح تذر الرمال في عينيه فيحاول أن يمسح ذلك الغبار من عينيه ليواصل السير على طريق لا بداية لها ولا نهاية. من شدة التعب، تارة يُغمى عليه وتارةً يصحو ليواصل الزحف حبواً في تلك الصحراء. إلى أن أغمي عليه فجاءت الغربان لتنهش من جسمه، والعقارب والثعابين تقترب منه، وتلك الرمال بدأت تملأ فمه وشفتيه المشققتين من شدة العطش، فلم يرتشف رشفة ماء منذ أسبوع.

فجأةً، يصحو ذلك الشاب في قصر جميل وعلى سرير مريح وبثيابٍ جديدة، ويرى مائدة طعام فيها من كل ما لذ وطاب وإبريق ماء بارد، فيهرول مسرعاً إلى تلك المائدة دون أي تفكير لمعرفة أين ذلك المكان، فكل همه كان أن يروي عطشه ويملأ معدته. وأثناء تناوله يسمع قرقعة أقدام قادمة إلى تلك الغرفة وعينه على الباب، وبعد أن فُتح ذلك الباب تسمر ذلك الشاب مكانه ولم يستطع حتى أن يمضغ ما في فمه، فبدأ يتصبب عرقاً وقلبه يخفق بشدة وينظر بذهول وعقله بدأ بالهذيان ويستائل: "هل أنا في الجنة أم أن ما أراه هو واقع؟!".

ابتسمت تلك الفتاة الجميلة ذات العينين العسليتين ووجه كأنه قمراً في بدره، فتقدمت خطوات إلى ذلك الشاب وكانت تترنح وكأنها غصن شجرة تداعبه الرياح. لتبدأ الحديث مع الشاب: "حمداً لله على سلامتك"، وتسأله عن اسمه لكنه لا يجيب فعينيه ما زالتا عالقتين فيها، فتكرر سؤالها للمرة الثانية والثالثة لكن دون جدوى، وفي المرة الرابعة عاد إلى وعيه وكأنه لم يسمع شيئاً فهو ما زال لم يستوعب ذلك الجمال الرباني لتلك الفتاة التي وكأنها أُرسلت من الجنة.

وبعدها بدأ الحديث معها ويرد على سؤالها عن اسمه فأجاب: "اسمي .....". فسألته: "كيف وقع بك الحال في تلك الصحراء القاحلة؟

فبدأ الحديث يطول، فهي تسأل وهو يُجيب. بعد أن انتهى حديثهما وانتهى من الأكل، طلبت منه أن يعود إلى النوم ليرتاح ويعوض ما فقده في تلك الصحراء. وأثناء مغادرتها من الغرفة ناداها وقال: "لا أعلم عنك شيئاً، فهل لكِ أن تخبريني حتى باسمك؟". فابتسمت وقالت: ".....، اسمي .....، فلا تقلق سيكون لنا حديثاً طويلاً عندما تصحو من منامك...".

للقصة بقية ...

بطاقة العمل

اسم المستقل Shehab A.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 13
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز

المهارات المستخدمة